الاثنين، 14 نوفمبر 2016

كم دقيقة تمكث في المسجد؟؟

 نأتي على الإقامة للمسجد ونخرج على عجل كأن الصلاة عبأً ثقيلاً نتخلص منها والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:(أرحنا بها يا بلال) صححه الالباني ولم يقل أرحنا منها، فالصلاة علاج لهمومنا وغمومنا وآلامنا وأحزاننا فهي الراحة والطمأنينة للعبد فالعبادة زاد ورافد للروح وغذاء أصيل لها .

 عمارة المسجد بالطاعة ،كالصلاة، تلاوة، ذكر، دعاء، دلالة على إيمان العبد وأنه من المهتدين؛ يقول عزوجل:(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ).
 وكذلك دلالة أكيدة على استعداد العبد ليوم القيامة ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالأصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) ، أضف إلى ذلك أن القرآن الكريم عندما تكلم عن المساجد وضعها في إطار مبعث النور في قلب المؤمن((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ))فربط بين نور القلب ووجوده في المسجد.

اذكر جارنا عبدالعزيز الداود كان رحمه الله يسابق المؤذن إلى المسجد وتجده بعض المرات على عتبة المسجد ينتظر الأبواب أن تشرع يحفظ جزأين عن ظهر قلب يرددها كثيرا، يحبس نفسه ويربطها بين صلاتي المغرب والعشاء، بل بعضهم يحمل نسخة احتياطية من مفاتيح المسجد؛ يأتي قبل الفجر يركع ويسبح ويستغفر.

 ياصديقي تفقد حلاوة الإيمان في قلبك فالأشغال لا تنتهي رتب وقتك نظم عمرك اترك ما بيدك إذا نودي للصلاة أرغم نفسك على ذلك تغلب على هواها جاهدها فسوف تنتصر عليها يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(إنَّ في الصَّلاةِ لشُغلًا)صححه الألباني،( ولا يَزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما انتَظَر الصلاةَ)صحيح البخاري، اجعلها شغلك الشاغل فهي مفتاح الجنة واسأل الله أن تكون ممن قال الله فيهم (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) يتنعمون ويتلذذون بألوان المطاعم والمشارب.

اغتنم المناسبات التي تجعلك تبقى في المسجد وتذكر أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ((ورجلٌ قلبُه مُعلَّقٌ في المساجدِ)صحيح مسلم ملازم لها، محافظ على الجماعة، محب للمكث فيها كيف لا؛ وهي أحب البقاع إلى الله، احرص على الآتي:
 • الاعتكاف العشر الأواخر من رمضان تحريا لليلة القدر((لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)).
 • التبكير للصلاة يوم الجمعة:(من اغتسلَ يومَ الجمعةِ غسلَ الجنابةِ ثم راح فكأنما قرَّبَ بَدَنَةً، ومن راح في الساعةِ الثانيةِ فكأنما قرَّبَ بقرةً)صحيح البخاري.
 • انتظار الصلاة بعد الصلاة(ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ !قال إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ وكثرةُ الخطا إلى المساجِدِ وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ فذلكمْ الرباطُ)صحيح مسلم
• الجلوس بعد الصلاة فإن الملائكة تدعوا له:(والملائكةُ يصلون على أحدكم ما دام في مجلسِه الذي صلى فيهِ يقولون: اللهم ارحمْهُ اللهم اغفِرْ لهُ اللهم تُبْ عليهِ ما لم يُؤْذِ فيهِ ما لم يُحْدِثْ فيهِ)). صحيح مسلم 
• الجلوس بعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الشمس(كان<عليه الصلاة والسلام> إذا صلى الفجرَ جلس في مصلَّاهُ حتى تطلعَ الشمسُ)صحيح مسلم أما الفضل المترتب على ذلك (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ،كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ،تامَّةٍ ،تامَّةٍ)حسنه الألباني والشيخ ابن باز.

• حضور المحاضرات، الدروس، الكلمات بعد الصلاة كما قال صلى الله عليه وسلم:(وما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ، يتلون كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ وحفّتهم الملائكةُ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده).صحيح مسلم
اذهب للمسجد وأنت متطيب تلبس أجمل الثياب عطر فمك بالسواك تحرى المسجد الهادي النظيف وإمام صوته حسن رخيم حتى تهذب نفسك وتحلق بها وتنعشها بنسمات الإيمان .
 من علامات حياة القلب أنه يلومك ويوبخك ويؤنبك إذا سبقك للمسجد أحد، فأعظم محفز قوله تعالى:(هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ)، وقوله ((وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).
ثم بعد أن تفرغ من الصلاة لاتنس أن تأتي بالذكر اليسير واحصل على الفضل العظيم قوله صلى الله عليه وسلم (من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ وقالَ تمامَ المائةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ).صحيح مسلم
من مواطن إجابة الدعاء، الدعاء بعد الصلاة (قيلَ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ قال جوفَ اللَّيلِ الآخرِ ودُبُرَ الصَّلواتِ المكتوباتِ)حسنه الألباني، ((يا معاذُ ! واللهِ إني لَأُحِبُّكَ ، أُوصِيكَ يا معاذَ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقولَ: اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عبادتِكَ))صححه الألباني إسأل الله من خيري الدنيا والأخرة واسأله السداد والتوفيق.
 فإذا انتهيت من صلاتك واذكارك ودعائك وعبادتك فلا تنس نصيبك من الدنيا ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) اخرج من محراب العبادة إلى محراب الحياة ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )).

تغريدة المقالة انظر كم دقيقة تجلسها في المسجد منذ دخولك للمسجد إلى أن تخرج منه ثم حاول أن تزيد من الزمن كل مرة قدر استطاعتك .

 رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

 سعود محمد البديع مغرب يوم الأحد 20/8/1436



هناك تعليقان (2):

  1. قوله صلى الله عليه وسلم (المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله، وإلى الجنة)صححه الألباني

    ردحذف
  2. كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى الصُّبحَ قال: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك عِلمًا نافِعًا، وعَمَلًا مُتقَبَّلًا، ورِزقًا طَيِّبًا حسنه ابن حجر

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.