بلاء حل بالأمة وهو نذير بتفكك الدعاة و تمزيق الأمة و اضعافاً
للمسلمين و صداً عن سبيل الله و تنفير من طلب العلم و سبب في إِغار الصدور و اضاعةً للجهود و اسعاداً للعدو و مكدراً لصفو المحبة و ملجأ للتدابر و التهاجر و
مشككاً في العلم و أهلهِ و مخلفاً اختلاف القلوب.
إلى من ابتلي بفتنة التجريح و الطعن و تحقير العلماء و تنقصهم والوقيعة فيهم و الحط من قدرهم و تشويه سمعتهم وتلويث صورهم!!
إلى من ابتلي بفتنة التجريح و الطعن و تحقير العلماء و تنقصهم والوقيعة فيهم و الحط من قدرهم و تشويه سمعتهم وتلويث صورهم!!
كيف تتكلم في من أفنى سحابة عمره ناشراً للخير و محذراً من الشر
داعياً إلى الله مجاهداً صابراً عاكفاً، تعلم على أيدي علماء ثقات افاضل اجلاء؛ لماذا يحاصر بالتهم و الالقاب السيئة و التحذير منه و تنفير الناس منه و تجريده من
كل خير و وصمه بكل قبيح هل هذا جزاء المحسنين؟؟ كيف تريد منا ان نهدر مكانته و
إمامته و منزلته من قلوب المسلمين ونطمس تراثه و نهدم ما بناه و نتغافل عن جهوده و
نفعه العظيم في نشر السنة و دحض البدعة ابخطأ واحد ننسى تراثه و مجده وبحر حسناته
و كثرة صوابه و نغمض أعيننا عن محاسنه ونحن نعلم صلاحه و ورعه و تحريه و توخيه للحق
و اتساع علمه و شهد بذلك القاصي و الداني هل هذا حقه أن يخرج فيه شريط وكتاب و
مطوية و ملئها بالمثالب و المعايب و الزلات و الهفوات و تحميل الكلام مالا
يحتمل و بتر الكلام و سبق اللسان وسوء الظن و تتبع الاخطاء و التعلق بخيوط الاوهام
و تفسير مقاصدهم و التشفي و الانتقام و القسوة و الجفوة و نشر عواره و رميه بكل
رذيلة والسب و اللمز و التشهير و النيل من نسبه حتى وصل حال البعض إلى اتهام من
تُكلم فيه بأن أمهُ رقاصه
و حشوها بكلمات أثقل من الجبال و أحر من جمر الغضى و رائحتها أشد كراهه من الجيفة و أحد من السيف و صوتها أقوى صخباً من صفارات الأنذار ولونها أسود كالح كيف تسمح نفسك بالترصد و التربص و التقاط النقائص عبر أشرطته و موقعه و حلقاته التلفزيونية ورسائله و خطبه و متابعة قديمه و جديدة
و حشوها بكلمات أثقل من الجبال و أحر من جمر الغضى و رائحتها أشد كراهه من الجيفة و أحد من السيف و صوتها أقوى صخباً من صفارات الأنذار ولونها أسود كالح كيف تسمح نفسك بالترصد و التربص و التقاط النقائص عبر أشرطته و موقعه و حلقاته التلفزيونية ورسائله و خطبه و متابعة قديمه و جديدة
نعم نحب ما فيه
من الخير والصفات الحميده وحبه للدين ولا يلزم من هذا متابعته في خطئه و بدعته
ونحن لا ندعي العصمة لأحد ولو كان كل من أخطا اسقطناه لما بقي و سلم لنا أحد
تأمل
معي في كلام الذهبي ( ولو أن كلما أخطأ أمام في أجتهاده في آحاد المسائل خطاً
مغفوراً له قمنا عليه و بدعناه و هجرناه لما سلم معنا لابن نصر و لابن منده و لا
من هو أكبر منهما والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين فنعوذ بالله من
الهوى و الفظاظة )
تمعن في كلام ابن تيمية جيداً قال ( وكثير من مجتهدي السلف و
الخلف قد قالوا و فعلوا ما هو بدعة و لم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها
صحيحة و إما لآيات فهموا منها ما لم يُرد و إما لرأي رأوه و في المسألة نصوص لم
تبلغهم و إذا أتقى الرجل ربه ما أستطاع دخل في قوله ( ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو
أخطأنا ) وفي الصحيح أن الله قال قد فعلت )
ولا يعني كلامي أن نتعصب لشخص أو نرد
السنة من أجله بل ما أجمل أسلوب ما بال اقوام أو أن تذكر عرضاً في محاضرةً ولو صرح
باسمه مع حفظ مكانته و قدره
و من المضحكات أن أحدهم يرسل للشيخ المتكلم فيه رسالة
( كول مي ) ويقوم الشيخ بالاتصال عليه و يُسمعه هذا المُرسل قذائف وشوائب من نار
في زعمه أن الشيخ لا يستحق أن يُخسر عليه ريال
و ياليت الأمر يقف عند شخص أو شخصين
بل السلسلة و القائمة طويلة تقول في نفسك من بقي لنا هذا زنديق و هذا ضال و هذا
مبتدع ، خارجي ، مرجئ ، أخواني ، تبليغي ، سروري ، منافق ، حزبي ، حركي ، قطبي ،
جاهل ، صاحب أضاليل و اباطيل ، مميع ، مضل ، مسلوب العلم ، فاجر ..
ثم يحتج عليك بالجرح و التعديل و الجواب عن ذلك من كان يجرح و يعدل من السلف الذي يجرح و يعدل أئمة أمثال الأمام أحمد و يحيى بن معين و علي المديني و غيرهم ، لكن الآن في الشبكة العنكبوتيه أصبح كلً يعدل و يجرح ثم السلف عندهم جرحاً و تعديل و الذي نراه بكثرة الجرح فأين التعديل هل هذا الأمر سببه الهواء أو التعصب أو الحسد أو الغيرة
ثم يحتج عليك بالجرح و التعديل و الجواب عن ذلك من كان يجرح و يعدل من السلف الذي يجرح و يعدل أئمة أمثال الأمام أحمد و يحيى بن معين و علي المديني و غيرهم ، لكن الآن في الشبكة العنكبوتيه أصبح كلً يعدل و يجرح ثم السلف عندهم جرحاً و تعديل و الذي نراه بكثرة الجرح فأين التعديل هل هذا الأمر سببه الهواء أو التعصب أو الحسد أو الغيرة
نعم أعرف أن منهم مقصده شريف غيرةً و حفاظاً على السنة لكن هذا لا يسوغ و لا يبرر
الطعن في العلماء ثم عند الكلام عن العلماء يجب أن نستصحب أن الأصل حرمة عرض
المسلم و أن الأصل فيه البراءة و السلامة و ياليت كما حُصرت الفتوى على الجهات
المختصة أن يحصر الكلام في الرجال و الحكم على الرجال فيهم أما قضية التسرع و
التعجل في التبديع فهذا من قلة الفقه و اطلاق مثل هذه العبارات أسهل من الغوص في
كتب العلماء
و ليعلم أن التساهل في التفسيق و التبديع يؤول إلى التساهل في التكفير
و ليس كل من وقع في بدعة مبتدع كما أنه ليس كل من وقع في الكفر كافر
و العجيب انه
بدأ التهارش و التعارك بين أصحاب الجرح فمن السلفي فيهم إذاً و احد طلبة العلم طلب
المناظرة فرفض المُجرح بحجة أنه لا يُجالس مبتدع
ثم هل من التربية أن يلوك لساني
شخص في كل جلسة بدلاً من الأنشغال بالعلم فيا ليت شعري ماذا قدما من ابتلي بالجرح
للأمة
ان كنتَ مُحب لسلامة أخيك من الخطا و رجوعه إلى الصواب هل راسلته و أرشدته
على مواضع الخلل و النقص و هل خُوطب باللين و الرحمة و المحبة
فيا ليت تقف على
ردود سماحة الشيخ ابن باز على المخالفين يشع منها الرحمة و النُصح و الرأفة و
المحبة و لو اشتغل المُجرح بعيوب نفسهِ بدلاً من أن يكون ديدنه و شغله الشاغل تتبع
الأخطاء
و قضية أن يُمتحن الناس ما موقفك من فلان ما موقفك من الكتاب الفلاني و
عليه يعادي و يوالي انظر إلى كلام متين من ابن تيميه ( وليس لأحد أن يُنصب للأمة
شخصاً يدعو إلى طريقته و يوالي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم و لا ينصب لهم
كلاماً يوالي عليه و يُعادي غير كلام الله ورسوله و ما اجتمعت عليه الأمة بل هذا
من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الامة يوالون به
على ذلك الكلام أو تلك النسبة و يعادون )
ماذا سيخلف المشتغل بالتجريح بعد موته بل
سيسلم من شرهِ...
ينبغي ألا يشتغل طلبة العلم بالرد عليهم إلا إذا كان في كلامه لبس
يُريد إيضاحه أو كذب عليه فيكشف الفرية
و مما يحز في النفس أن هذه البلية
انتقلت إلى الأقليات الإسلامية و الغريب في الأمر أن بعضهم ما أسلم إلا من قريب و
يبدأ يتكلم في أهل الفضل و النبل.
أحبتي في الله : الله أمرنا أن نجتمع و نكون صفاً واحداً بقوله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وقوله ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) وقوله ( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وقوله ( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)
ختاماً يقول النبي صلى الله عليه وسلم " أقيلوا ذوي الهيئات
عثراتهم " السلسلة الصحيحة.
سُطرت المقالة وفاءً للعلماء و الدُعاة .
سعود محمد البديع
يوم الاثنين
21/1/1432
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.