الجمعة، 12 أغسطس 2016

الجمع بين الشباب وطلب العلم هل يمكن؟؟

هل يستطيع من يرتبط مع الشباب أن يكون طالب علم متمكن ؟
 وجه هذا السؤال إلي فكانت هذه الإجابة مع شيء من التعديل::

نعم، إذا كان عنده حرص واجتهاد وصبر وهمه عالية وطموح مخلص، قد يقال :كيف ذلك ؟!
إذا نظرت إلى لب وأساس العلم القرآن (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ..) وهذا موجود في "برنامج الشباب" وعليه قامت الحلقة إذا اجتهد الإنسان في حفظ وإتقان القرآن هذه بحد ذاتها خطوة واسعة في طلب العلم ثم الأساس الآخر حفظ المتون العلمية الرصينة والإخوان جعلوا وقت لضبط المتون يمكنه أن يدخل ويستفيد من هذه الفرصة المتاحة.

 ويستطيع أن يستثمر أوقات الفراغ التي تتخلل أيام الأسبوع بحضور الدروس والقراءة الفاحصة وتنظيم وقته بحيث يمشي ويسير على خطة منهجية واضحة، ممكن أن يستفيد من الخطط التي وضعها عدد من طلاب العلم، أن يستغل وينتفع من الأشرطة في طريقه إلى إحضار الطلاب أو في طريقه إلى الجامعة إن كان جامعياً وكفى بكلية الشريعة معقل للعلم، ويمكنه أن ينمي ثقافته ويزداد معرفياً وعلمياً بالاستضافات التي تنسق من قبل الشباب وبالمواضيع التي يحضرها تحضيراً جيداً والوقفات والكلمات هذه كلها كفيلة مع مرور الوقت أن تجعل عنده رصيد تراكمي مقبول؛ إذا كان ممن يهتم بها  ويستعد استعداداً يليق بعقول من أمامه.

جميل أن يجلس جلسات نقاش مع من يهتم من الشباب بالمجال العلمي فهذا يسهم في تنويره.

اقتنص الأسئلة التي تسمعها من أفراد الحلقة وابحث عن الإجابة الوافية الكافية فأسئلتهم كثيرة لا تنتهي ومتكررة وسماع أشرطة الفتاوى تجيب عن كثير من أسئلتهم والإشكالات التي يطرحونها فهذا كله من العلم والبحث عن الفائدة.

ولو اقتصر على "البرامج الأساسية" الملزم بحضورها حتى يبقى له وقت لتحقيق هدفه ومشروع حياته.

ياليت يستفيد من الأيام العلمية التي تقيمها جوامع مشهورة مثل مسجد الصانع أو الراجحي أو غيرها، لا اعتقد أن الشباب يمنعونه أو يمانعون من غيابة في هذا اليوم وكذلك الأسبوع العلمي الذي يشرح فيه متون علمية يلقيها نخبة من العلماء الأفاضل في بداية الإجازة الصيفية.

 ومتى ما صفى الإنسان نيته مما يشوبها ويمحض العمل لله(الإخلاص) يبشر ببركة الوقت ومن عرف الله منه صدق النية أعانه وإذا التجأ الإنسان ودعاء ربه أن يوفقه في مسيرته العلمية وفقه وسدده وليتذكر في سورة الرحمن قوله تعالى : ( الرّحْمَـَنُ * عَلّمَ الْقُرْآن) وقوله (يهدي الله لنوره من يشاء)، وقول المصطفى "اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " .صحيح مسلم


وإذا رأيت عدد من الأجلاء والفضلاء تربوا في هذه المحاضن ولم تعيقهم عن التميز والنبوغ العلمي.

تأمل معي أن عمر الإنسان "عادتناً وغالباً" مع الشباب بعد المرحلة الثانوية لا تزيد عن ست سنوات بالكثير وكثير من الشباب خرجوا من المحاضن، والجاد منهم لا زال يسير بخطوات ثابتة في طريق العلم يتلمس الفوائد والنوادر.

 ولا تنسى حبيبي الغالي أن الهدف من التعلم رفع الجهل عن النفس وعن الآخرين فما دام مكن من أن يفيد ويبلغ ما توصل إليه من العلم لطلاب تحت يديه؛ فهذه نعمة قد لا تسنح له الفرصة مرةً أخرى.

 ولاشك ولا ريب أن التفرغ الكامل هو الأفضل والأكمل لجني أكبر قدر ممكن من مسائل العلم وفيه نماذج مشرقة تفرغوا، خرجوا من الشباب وتميزهم يلحظه من احتك بهم وشنف أذنه بالسماع منهم ولكن ماذكرته لك في الأسطر السابقة هو الجمع بين الحسنيين على أن الإنسان يخشى أن تكون فكرة التفرغ من الشيطان بحيث يخرجه من العمل الشبابي ثم تجده بعدها يسير في طلب العلم ويتوقف توقف نهائي لذلك اعتقد أن البقاء، معين ومشجع في الازدياد من العلم،

والشباب هم خير من سيساندك ويدفعك إلى الأمام ومن تفرغ ولازم شيخ من الجهابذة فهو السبيل والطريق القويم لأن عمل الشباب فترة محدودة وطلب العلم إلى المقبرة.

 والخلاصة يختلف الحكم في ذلك بحسب اختلاف الشخص أحدهم تقوله تفرغ وآخر تقول له استمر في العمل وضم إليه طلب العلم.

 والحمد لله الشباب تخرج منهم طلاب ماجستير وقضاة ودكاترة. ومن الإخوان من يعمل في الإدارة أو في الابتدائي فالوقت عنده أكثر من غيره ممن يعملون في المتوسط والثانوي.

 اختم في الإجازات الصيفية تنظم الجهات العلمية في مكة والمدينة خطط لطلاب العلم ممكن أن يكون تفرغ الإنسان جزئي في العطل الصيفية فقط ،وبقية السنة على رأس العمل فيذهب لإحدى المدينتين ويستفيد منهم، فهم يهيئون الطلب لطلاب العلم .

أستميحك عذراً إن كان في الأسطر السالفة فلسفة ومثالية لكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم وإذا كانت النفوس كباراً تعبت لمرادها الأجسام

أخوك ومحبك

سعود البديع




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.